حياة ليف تولستوي:

"ليف تولستوي" كاتب روسي ولد في أسرة غنية بالأملاك الزّراعيَّة، وتربى يتيما وقضى حداثته يتثقف على يد أساتذة خصوصيين في بيته، وانتقل من بعد إلى "كازان "وسان بطرسبورغ" للإتمام علومه، وهناك جارى فتيان عصره وطبقته في الميل إلى اللذائذ وإهمال الدروس، ولما عاد إلى أملاكه عام 1847م وقام بمحاولته الأولى لتحسين حياة الفلاحين لكن بلا نتيجة ملموسة، وانخرط في الجيش واشترك في عدد من المعارك وقاتل في جبال القوقاز والقرم 1855م، بانتهاء الحرب استقال وقضى عام في "سان بطرسبورغ "1956م وقام برحلة إلى سويسرا وفرنسا وألمانيا ولما عاد إلى روسيا عام 1858م، أصدر القيصر قوانين إصلاحية تقضي بتحرير الفلاحين، فأنشأ مدرسة لتعليم أبناء الفلاحين، وبث روح جديدة فيهم، وتعويدهم على حياة الكرامة والاعتزاز بالعمل ،وفي عام 1862م تزوج واستكان زمنا إلى حياة بيتية ورزق عددا كبيرا من الأولاد "
إن الأديب الروسي موضوع ليس بحاجة إلى التعريف، فأسماء الكتاب والأدباء الروس معروفة، وأعمالهم منتشرة في جميع أنحاء العالم، فالنصوص الأولى التي صيغت باللغة الروسية في القرن الثاني عشر تناولت الأحداث التاريخية والرحلات إلى الأرض المقدسة، وكان أفراد الطبقة الغنية يعرفون القراءة والكتابة، ويقبلون على مطالعة هذه الكتب بشغف، ورغم اجتياح التتار الأرض الروسية في القرن الثالث عشر، إلا أن النشاط الأدبي والفكري ظل حيا، وأثار وجود المحتل النفوس، وحرك أذهان الأدباء؛فوضعوا عددا من النصوص الشعرية.
وأخذ المفكرون والأدباء ينقدون الأفكار الشائعة نقدا اجتماعيا وعلميا، ممهدين الطريق أمام الحركة الواقعية، ووجد الأدباء في الرواية ميدانا فسيحا التعبير عن خواطرهم، ولقول ما يشاؤون"
وأبرز مثال للروائيين الروس الذين بلغوا ذروة الشهرة في تصويرة المجتمع الروسي بأدبه الذي احتضنه العديد من القراء، والكتاب، والأدباء ، الروائي "ليف تولستوي ".
الهوامش:
١/عبد النور جبور، المعجم الأدبي، دار العلم للملايين، ط1، بيروت 1979، ص412.
٢/المرجع نفسه، ص400.
٣/المرجع نفسه، ص401.
عن الكاتب
غانية تومي
كاتب
غانية تومي — كاتبة وروائية جزائرية من مدينة مغنية، وُلدت في 20 جانفي 2001. تُعدّ من أبرز الأصوات الأدبية الشابة في الجزائر، إذ جمعت في مسيرتها بين الأصالة الإبداعية والانفتاح على الحداثة الرقمية. حصلت على شهادة الماستر في الأدب العربي الحديث والمعاصر سنة 2025، حازت على لقب طالب خمس نجوم بامتياز. برزت في المشهد الثقافي بفضل نشاطها المكثف، إذ ترأست الناديين الأدبيين " منابر الأدب ومالك بن نبي" ونظمت فعاليات نوعية. كما أشرفت على مشروع شباب القيم المنظم من طرف جمعية المعالي للعلوم والتربية. من أبرز أعمالها رواية "الدهاليز السرمدية" (2024) التي تناولت العجائبية والتأويل الأدبي، ورواية "نزيف الكيراموس" (2025) وهي ثاني رواية رقمية تفاعلية فيسبوكية جماعية بعد رواية المعتوه لفضيلة بهيليل، تستلهم القضية الفلسطينية. كما شاركت بمقالة أكاديمية في الكتاب الجماعي الأدب النسائي الرقمي في الوطن العربي (2024). شاركت في مؤتمرات وطنية ودولية، منها مؤتمر عز الدين المناصرة الدولي الثالث، وحازت جائزة يوتوبيا لأحسن كاتب جزائري 2025. غانية تومي تُجسّد رؤية أدبية ما بعد حداثية، تؤمن بأن الكاتب صانع للمعنى بين الورقي والرقمي، وأن الأدب الحقيقي هو الذي يوقظ الخيال ويعيد تشكيل الوعي بروحٍ معاصرة.
